جديد الموقع

"الضاحية" يواكب "الدفاع المدني" بجولة التوعية للمنازل .. مدارس وفنادق قد تتحول إلى غرف حجر اجباري .. الإ اذا!!

خاص موقع الضاحية - محمد كسرواني


حتى الساعة فيروس "كورونا" تحت السيطرة. اعداد الحالات التي تسجلّ يومياً لا تزال مقبولةً، حتى الوفيات فهي لمرضى يعانون من مشاكل صحية او ضعف في جهاز المناعة. في الضاحية الجنوبية لبيروت، المشهد يعيدنا إلى أيام عدوان تموز والحروب التي سبقته. المحلات مقفلةٌ بأكملها ما عدا "الدكانين" و"السوبرماركات" والمستلزمات الرئيسية للمعيشة. الكل من منزله يترقب، علماً ان البعض فضّل قضاء فترة "الحجر الاختياري" في قريته.

اجراءات مختلفة يتخذها ابناء الضاحية، الكل يعقّم يديه وكل ما يشتريه. لا سلام ولا تقبيل ولا عناق، حتى بين الاقارب. القاعدة عند الجميع "التعامل مع الجميع على انهم مصابون حتى انتهاء فترة الطوارئ". لا زيارات ولا اجتماعات عائلية، إلا ما ندر. 

 

الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية، استغلت بقاء الناس في بيوتهم، لتبدأ حملة توعية وارشاد ربات المنازل على اساليب التعقيم الصحيحة وسبل الوقاية من كورونا.


ربات المنازل .. المسؤولات مباشرةً عن عملية التعقيم

مسؤول منطقة بيروت في الدفاع المدني رجا زريق يشرح في حديث خاص لموقع "الضاحية" أهمية الحملة. يقول إن مجتمع الضاحية مع بدء حملات التوعية، اخذ بها بجدية، فهو يعقم كل شيء - كل شيء دون استثناء - ما يكبده احياناً كلفة مادية مرتفعة. يضيف أن الفرق تقوم حالياً بتعليم الأهالي بعض الاجراءات الوقائية المهمة واساليب التعقيم الصحيحة. ولأن ربات المنازل هم المسؤولات مباشرةً عن عملية التعقيم المنزلي، "بدأنا بإرسال فرق من المتطوعات للتوعية والتعليم، وهي تلاقي ردود فعلٍ ايجابية جداً، ونتائج مهمة".

حتى المحال التجارية والشوارع مدرجةٌ على جدول مهمات الدفاع المدني. فالفرق تنتشر لتعقيم الشوارع وتعليم المحلات التي لا تزال فاتحةً ابوابها - وفق قرارات مجلس الوزراء  ووزارة الصحة (الافران - الدكانين ..)- اجراءات التعقيم الصحيحة. الإجراءات لا تقف عند حدّ المراقبة بل هي للتعليم الميداني والتدريب تفادياً لأي خطأ قد ينتج إثر اهمال بشري او سوء في اتباع الارشادات.


الخط الساخن يجيب على اسئلة المواطنين

وعلى خطّ موازٍ، لا يزال الخط الساخن الذي وضعه اتحاد بلديات الضاحية بالتنسيق مع الفرق الصحية (96170619650) يجيب على اسئلة المواطنين ويمدّهم بالإرشادات المطلوبة. يقول زريق إن مهمة الخط التبليغ عن كل حالة مشتبه بها ومراقبتها وتقديم كل ما يلزم، اضافةً الى الاجابة على الحالات المريضة وتحديد نوع المرض إذا كان احتمال ان يكون "كورونا" او إنفلونزا طبيعية. كما يقوم الفريق الصحي الموكل بالاجابة على الخط الساخن سجيل الحالات ومتابعتها صحياً، والرد على صاحب الشكوى بعد اتخاذ كل الاجراءات اللازمة.


من الاحتواء الى الانتشار والنتيجة بعد 14 يوم

ان كل الاجراءات التي يجري العمل بها حالياً في الضاحية وغيرها من المناطق هي ضمن اجراءات "احتواء" الفايروس. فبعد اسبوعين من الآن يمكن تحديد من هو مصابٌ بالمرض ومن هو سليم .. بشرط الاستمرار بكل اساليب الوقاية.

مسؤول منطقة بيروت في الدفاع المدني متفائلٌ بالنتائج إذا ما استمرت الامور بهذه الجدية التي هي عليها اليوم. في المقابل متخوفٌ من انتقال لبنان من حالة الاحتواء رغم الاجراءات الى حالة التفشي غير المضبوط في حال الاستهتار او ملل الناس من الحجر المنزلي. 

لا ينفي زريق عجز لبنان عن استيعاب الحالات الخطرة في حال تفشي الفيروس، لكنه يراهن على التزام الناس بيوتهم، إلا من اضطر. فهو يشبه الوضع لما أعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مسبقاً بأننا في حالة حرب صحية وفي الحروب لا رفاهية ونزهة وتفسح، فليلزم الجميع منازلهم.


مدارس وفنادق الى مستشفيات ميدانية!

الدفاع المدني والفرق الصحية العاملة على الارض، تحت اشراف كامل من وزارة الصحة اللبنانية قد وضعت سلسلة خطط لمواجهة الفايروس في حال التفشي. الخطط التي سيستمر تطبيقها حتى العام 2021 كحد أدنى تشمل انشاء مستشفيات ميدانية في كافة المناطق اللبنانية.

ولأن قدرة لبنان لا تحتمل بناء منشآت حالياً -فلسنا الصين طبعاً-يتجه لبنان إلى تحويل مدارس رسمية وفنادق وابنية حكومية الى مراكز للعزل الاجباري والعلاج. هذه الخطة هي واحدة من سلسلة اجراءات قدّ يتبعها لبنان للحد من الانتشار، وقد تصل الى اغلاق الحدود بشكل كامل وبدء حظر تجول!


حتى الساعة لا شيء يطمئن للوضع الصحي في لبنان، سوى انه يتبع كل الاجراءات المنصوص عليها من وزارة الصحة. المخيف ان الفيروس جديد وحتى ارشادات الوزارة تتعدل وتتغير بشكل مستمر. فالكثير من القواعد العلمية في فيروسات شبيه لا تتوافق مع "كورونا" وأبرزها مدة بقائه على المسطحات وقدرته على الانتقال من مسطح الى آخر وفق اللمس. 

لكن اللافت هو استيعاب الناس ضرورة اخذ الحيطة والحذر، ولا بدّ من لفت النظر هنا الى ان من يعزل ويحجر نفسه حالياً ليس مريضاً، بل هو يتبع اجراءات وقائية مهمة، وعليه لا يجب ان يتعامل معه الناس على انه مريض او "فيروس متنقل". فكما بدأت حملات التكافل الاجتماعي للحد من مخاطر اقفال المحلات، لا بد ان نجد تكافلاً اجتماعياً مع مرضى الكورونا والمشتبه بحالتهم. فهم في نهاية المطاف اهلنا وجيراننا، ولا يجوز لجمهم او نبذهم، فهو مريض وليس "عميل"!!

إخترنا لك

مادة إعلانية
Script executed in 0.082278966903687